باسم ربّ الأسماء الحسنى نبدأ تحليقنا الأول .
قال تعالى : { هو الأوّلُ والآخرُ والظاهرُ
والباطنُ }
هذه الأسماء الأربعةُ المُباركة , قد فسرها
النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرًا جامعاً، فقال يخاطبُ ربّه :
( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس
بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء(
ففسر
كل اسم بمعناه العظيم ، ونفى عنه مايُضاده ويُنافيه.
دلالةً على [ تفـرد ] الرب
العظيم بالكمال المطلق ..
والإحاطة الزمنيّة في قوله : «الأول والآخر»
والمكانية في «الظاهر والباطن»
فـ ( الأول ) :
يدل على أن كل ماسواه كائن بعد أن لم
يكن هوَ سبحانه .
ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة ؛ إذ السبب / والمسبب منه
تعالى .
وَ (الآخر) :
يدل على أنه هوَ الغاية ، و
-الصمد - الذي تصمد إليه المخلوقات بـ جميع مطالبها !
وَ (الظاهر) :
يدل على عظمة صفاته، إذ أن [كل شـيء]
يضمحل عند عظمته من ذوات وصفات على علوه.
وَ (الباطن) :
يدل على اطلاعه على " السرائر،
والضمائر، والخفايا، والخبايا، ودقائق الأشياء .. " كما يدل على كمـٓال قربهِ ودنوه.
ولا يتنافى «الظاهر والباطن» لأن الله ليس
كمثله شيء في كل النعوت سبحانه.
انتهى تحليقنا الأول ، وبإذن الله سيعقبه تحليق آخر متى ما سنحت لنا الفرصة :")
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق