الأحد، 5 فبراير 2012

التربية اليهودية


بسم الله الرحمن الرحيم 
المقدمة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً،ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، رسولاً للثقلين، نبينا محمداً.
أما بعد:              
فإن مبعث الأنبياء عامة – عليهم الصلاة والسلام- كان لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإنقاذهم من الضلال وما هم فيه من عمى، إلى محاضن الرشاد ودلالتهم على الهدى.
وسنة الله الماضية لا تزال ولا تتبدل في أن للخير أنصاراً وأعواناً، وللشر كذلك.
فبدلاً من أن يُصدق الأنبياء ويُتبعوا، كذبهم الكثيرون وما اتبعوهم بل ناصبوهم العداء وتواصوا على عداوتهم، واشعلوا هم شرارهم قتلهم، فغضب الله عليهم ولعنهم وكتب عليهم الذلة والصغار إلى يوم القيامة. ولحكمة -لا يعلمها إلا الله- أن جعلهم يتكاثرون ويتوافرون ويتواجدون حتى قيام الساعة.
إنهم اليهود أعداء الأنبياء والمؤمنين،يخفى على كثير منا ما تحمله هذه الديانة بل هذا الاسم من خطر-وإلا فالدين من الله إلا أنهم حرفوه- إن كان خطراً عقائدياً وهو أعظم الأخطار، أو كان خلقياً، أو كان اقتصادياُ..أو تربويا. إلخ بل كل ما يعنيه الخطر ويؤدي إليه من حملت تلك الكلمة.
والحديث عن اليهود والتربية حديث يطول ما له حدود، فإن عرفنا فيه البداية فنهايته لا يعلمها إلا الله.



بادئ ذي بدء ينبغي أن يتبين لنا المعنى لكلمة اليهودية فاليهودية لها مفاهيم من نواح متعددة سأتحدث عن تلك المفاهيم من خلال تعريف عام لليهودية يشتمل ما يلي:
v     المعنى اللغوي لليهودية: الفيروزبادي (- ص 149) اليهودية: نسبة إلى اليهود ولكن أختلف في المعنى لكلمة (اليهود) على رأيين هما :
1) اليهود. اسم  عربي، مشتق من مادة (هود)العربية، بمعنى: التوبة والرجوع، والإنابة، وهي ترد على (ثلاث صيغ)، جاءت كلها في القرآن الكريم وهي:
(أ) هاد {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}. سورة النساء آية 46.
 (ب) هده : {إنا هدنا إليك}سورة الأعراف آية:
(ج) هود: {أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى، قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}سورة البقرة(140).
2) اليهود: اسم أعجمي جامد، معرب من اسم يهوذا السبط الرابع من أبناء يعقوب عليه السلام وهذا هو الأرجح والله أعلم لما يأتي:
فقد جاء اسم اليهود بدل الاسم القديم "الإسرائيليين" دل مرة في العهد القديم بعد السبي البابلي عام 538 ق. م. منها رسالة بعد عودة بها بنو إسرائيل إلى الملك الفارسي (كورش) بعد عودتهم على يديه من السبي إلى فلسطين جاء فيها:
"ليعلم الملك أن اليهود الذين صعدوا من عندك إلينا قد أتوا إلى أورشليم" حيث عمم بني إسرائيل مسمى (اليهود) لان العدد الأكثر من المسببين ينتمي إلى (المملكة اليهودية) يهوذا) وبذلك جميع الأسباط (هيوذا).
 المعنى الاصطلاحي لليهودية:
دين سماوي ، أنزله الله تعالى على رسوله وكليمه موسى – عليه السلام –مشتملاً على مجموعة من العقائد والشرائع الواردة في ( التوراة ) لهداية بني إسرائيل ، والسير بهم علي النهج الإلهي القويم )).
ولكن المقصود بـ(اليهودية هنا في موضوع التربية  اليهودية) هي الديانة المحرفة كما هي الآن بتحريف دستورها (التوراة) على أيدي أبناءها (الكتبة اليهود)  فمنذ فترة السبي البابلي حيث أدخلوا فيها أركاناً جديدة لم تكن منها.
النظرة للأخلاق والتعامل مع بعضهم البعض وغيرهم

ومن يطلع على النصوص الموجودة في التلمود تتضح له مدى البغض والكره والحقد لغيرهم وقد ذكر الواعي ( 1416هـ - ) جملة من تلك التعاليم المبثوثة في كتابهم ، ومن ذلك :
1.  الأجانب غير اليهود كلاب .
2.  الأمم الخارجة عن دين اليهود ليست كلاباً فحسب ، بل حميراً أيضا .
3.  بيوت غير اليهود زرائب للحيوانات .
4.  محرَّم على اليهودي أن ينجي أحداً من الأجانب .
5.  الذي يقتل أجنبياً ، أي غير يهودي ، يكافأ بالخلود في الفردوس .
6.  لا يغفر إله اليهود للذي يرد مالاً مفقوداً للأجانب .
7.  السرقة غير جائزة من الإنسان ( أي اليهودي ) ، وأما الخارجون على دين اليهودي فسرقتهم جائزة .
8.  الربا محرم بين اليهود ، ومباح تعاطيه مع غير اليهود .
9. مصرح لليهودي أن يقرض أولاده بالربا من أجل تمرينهم ليذوقوا حلاوة الربا ويمارسونه مع غير اليهودي .
10.  حياة غير اليهودي ملك لليهودي ، فكيف بماله .
11. اليمين التي يؤديها اليهودي للأجنبي لا قيمة لها ولا تلزم اليهودي بشيء لأنه لا أيمان بين اليهودي والحيوان .
12.  مباح بل  واجب غش الأجنبي غير اليهودي .
13. الزنا بغير اليهود سواء أكانوا ذكوراً أم إناثا مباح .
14.  اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية المتزوجة لأن كل عقد زواج عند غير اليهودي باطل ، فالمرأة غير اليهودية تعتبر بهيمة والعقد لا يقوم بين البهائم .
15.        لليهودي الحق في اغتصاب غير اليهوديات .
16.        الأرواح غير اليهودية أرواح شيطانية تشبه أرواح الحيوانات .
17.  الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة ، فإذا ضرب أممي إسرائيلياً فكأنه ضرب العزة الإلهية ويستحق الموت .
18.       الخارجون عن دين اليهودية خنازير نجسة .
19. خلق الله الأجنبي على هيئة إنسان فقط ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم .
 زعمت يهود أنَّ إسرائيل سأل إلهه قائلاً : لماذا خلقتَ غير شعبك المختار؟ فأجابه قائلاً : لتركبوا ظهورهم ، وتمتصوا دماءهم ، وتحرقوا أخضرهم ، وتلوثوا طاهرهم ، وتهدموا عامرهم .
هم الشعب الذي اختاره الله ومن هنا أصبحوا يفرقون بين اليهودي ذا الأصل المتصل ببني إسرائيل وهو وحده الذي يعتبر يهودياً سياسياً ، أي يهودياً من شعب الله المختار ، الموعود بالأرض التي تفيض لبناً وعسلاً وبكل ارض تطؤها بطن قدمه ، أما من يعتنق الديانة اليهودية من غير بني إسرائيل ، فهو يهودي ديانة فقط  لا يتمتع بما يتمتع به اليهودي ، وإذا فكر شخص ما أن يدخل بالديانة اليهودية فان الحاخام يبدأ بامتحانه والتشديد عليه.
التربية اليهودية
وقد ورد في الموقع ( www.nabialrahma.net ) إنّ الموازنة الحكومية للتعليم العالي في (إسرائيل) تصل إلى حوالي5.474مليارات شيكل، ويبلغ معدّل ما تصرفه حكومة (إسرائيل) على البحث والتطوير المدني في مؤسّسات التعليم العالي ما يوازي 30.6% من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بكامله، ويصرف الباقي على التمويل الخاص بالرواتب، والمنشآت، والصيانة، والتجهيزات... الخ . علماً أنَّ المؤسّسات التجارية والصناعية تنفق ضعفي ما تنفقه الحكومة على التعليم العالي  .
وطبقاً للمعايير الدولية ، فإنّ (إسرائيل) تحتل المرتبة الأولى في علوم الكومبيوتر، والمرتبة الثالثة في الكيمياء ..وتحتلّ (إسرائيل) ـ أيضاً ـ المركز الثالث في العالم في صناعة التكنولوجيا المتقدمة ، والمركز الخامس عشر بين الدول الأولى في العالم المنتجة للأبحاث والاختراعات.
وفي إحصائيات 2002 لمنظمة اليونسكو www.unesco.org أن عدد الباحثين في إسرائيل 5.2 باحثا لكل 1000 نسمة، أي 15 ضعف المعدل العربي العام ، وتتراوح النسبة في الدول المتقدمة من 2 إلى 6 باحثين لكل 1000 نسمة ، وفي السابق كانت تنفق إسرائيل سنويا على البحث العلمي 2.4% من دخلها القومي، وهي لم تكن قد تجاوزت بعد 60 عاما على وجودها .
أما في إحصائيات عام 2004 فقد وصل الإنفاق على البحث العلمي 4.7 % من نتاجها القومي الإجمالي في حين لا تنفق الدول العـربية مجتـمعة على البحث العـلمي سوى 0.6 % .
      و عدد البحوث التي نشرتها إسرائيل عام 1995 كان 10.000 بحث، بينما في العالم العربي قاطبة لم ينشر سوى 6665 بحثا.
نظام التربية والتعليم عند اليهود :
      المقصود بالتربية هنا هو ما تقدمه أجهزة التعليم في الكيان اليهودي المتمثل أساساً بوزارة المعارف و الثقافة لخلق أجيال جديدة تؤمن بالمعتقدات اليهودية _الصهيونية التي اعتنقها جيل المؤسسين الصهاينة ، و تعمل من أجل الأهداف اليهودية_ الصهيونية ، و الحوار القائم في الكيان الصهيوني حول التربية ، لا يدور حول اعتناق المبادئ الصهيونية أو سواها ، بل حول اختيار أفضل مواد الدراسة و أنجح الأساليب و السبل لتلقين هذه المبادئ للشباب و العمل على تحقيقها من وجهة نظر واضعي السياسات التربوية اليهودية _ الصهيونية .." و يطبق هذا الأسلوب تحت شعارات التربية على أسس القيم القومية ، و تعميق الوعي اليهودي _ الصهيوني .
مفهوم التربية ( الرؤية ) :
 إعداد المواطن الصالح المخلص لطموحات الشعب .
أهداف التربية والتعليم :
      يقوم التحدي اليهودي  الصهيوني في التربية على محورين أساسين : أحدهما رأسي و الآخر أفقي ، فمن واجب التربية في هذا الكيان وفقاً للمحور الأول أن يقوم بتعميق و جوده و ترسيخه عن طريق الإسهام بتحقيق ما يلي :
_ تكوين مجتمع موحد من أشتات اليهود الذين نجحت الحركة اليهودية _ الصهيونية بتجميعهم على الأرض الفلسطينية التي اغتصبتها بالعدوان .
_ بناء دولة عصرية تملك أسباب القوة المادية _ الروحية .
_ المحافظة على تراث اليهود ونشره و تعميقه بين الأجيال الجديدة اليهودية لتغدو صهيونية ، و تحويل الكيان الصهيوني ليصبح مركز الاتصال بين يهود العالم أينما وجودوا ، و الممثل الرئيس لمنجزات اليهود _ الصهيونية .
و أن تقوم وفقاً للمحور الثاني بتوظيف العداء للسامية ، في كياناتهم المحيطة بالكيان الصهيوني في خلق قيم التحدي الشامل الدائم و حالة الاستنفار المستمر ، و الحرب طويلة الأمد ، و استغلال ذلك في تنمية الروح العسكرية و العناية بالتدريب العسكري .
و بتحليل الأهداف التربوية المعلنة و موازنتها بأهداف الحركة اليهودية _ الصهيونية نستطيع أن نرسم فيما يلي ، المعالم و المقومات التي تقوم عليها التربية في الكيان الصهيوني :
أ‌.  التأكيد على الريادة و تصوير الرواد واضعي أسس الكيان كنماذج يجب الاقتداء بها ، و المثل التي حملوها كمثل ينبغي الاسترشاد بها .
ب . التعلق بالأرض ، و هو هدف بالغ الأهمية لارتباطه بالهدف الاستراتيجي الأول فالأرض ليست مكاناً للعمل أو شيئاً ينمى أو يبنى فحسب ، و إنما هي الجامع الموحد الحاضن آلام اليهود و آمالهم .
جـ. تنمية الروح العسكرية ، و العسكرية هنا ذات هدفين :
·  فهي عامل توحيد بين مختلف جهات المجتمع حيث تجعل منهم رفاق سلاح ، و بالتالي عصبة واحدة .
·      أما الهدف الآخر فهو حماية الدولة و حفظ و جودها و صيانة أمنها ...
د. تعميم اللغة العبرية : من حيث هي وسيلة توحيد الثقافة و المجتمع ، و تبدو أهميتها هنا لأن كثيرين من اليهود _ الصهاينة الذين جاؤوا إلى فلسطين لم يكونوا يتكلمون العبرية بل مشتقات عنها "كاليديش" و لا يقرأونها أو يكتبونها ، لهذا تحتل اللغة العبرية مكاناً بارزاً في مناهج المدارس في الكيان الصهيوني و هي لغة التدريس في جميع المواد .
      وقد تم إدخال اللغة العبرية كلغة للتدريس تدريجياً ، حيث كان هناك صراع بين أنصار العبرية وبين أنصار التدريس باللغات الأجنبية ، وحجة هؤلاء عدم توفر الكتب والمؤلفات باللغة العبرية ، لكن مؤتمر المعلمين اليهود قرر استعمال اللغة العبرية في كل الموضوعات ، على أساس إن الحاجة هي التي تخلق الكتب والكلمات المطلوبة ، وبدأ التدريس باللغة العبرية للصفوف الابتدائية الأربعة الأولى ، وسمح بتدريس بعض الموضوعات باللغات الأوروبية إلى أن أصبح هناك جيل من المعلمين قادر على تدريس كافة المواد باللغة العبرية ، ثم جاء عدد من الأساتذة اليهود الذين يدرسون في الجامعات من أوروبا وأمريكا وقاموا بترجمة الكتب الأجنبية إلى العبرية ، وهكذا بعد قيام دولة إسرائيل ، أصبحت اللغة العبرية هي اللغة الرسمية حتى أن الآباء الذين هاجروا إلى فلسطين ، تعلموا اللغة العبرية عن طريق أبنائهم .
وقد حـدد المنهاج الإسرائيلي أهداف تعليم اللغة العـبرية فيما يلي :
  -  اكتساب التلميذ مثل الأمة العليا وآرائها ومشاعرها أثناء مراحل تطور الأمة اليهودية في فترات مختلفة ، وتقوية الرباط التاريخي الذي لم ينفصل بين الشعب وبلاده وثقافته ، ويجب الكشف بشكل خاص عن جهود وانجازات هذا الجيل والأجيال القريبة منه من اجل النهضة القومية والبعث الحضاري والثقافي والاجتماعي .
- إعداد الطالب لاتصال حي مع القضايا والتيارات الفكرية المعاصرة ومع حوافز ومذاهب الشعب اليهودي ومسالكه في مسيرته التاريخية .
      و يجمع الإسرائيليون على ضرورة العبرنة الشاملة ، ويرفضون العبرنة الجزئية معتبرين أن أساس الإيديولوجية الصهيونية ، هو إحياء اللغة العبرية وتراثها وتطويرها ، وان أي توطين للتكنولوجيا المعاصرة لا يمكن انجازه بدون العبرنة الشاملة ، فأساس التوطين أن تدرس سائر المواد العلمية والتقنية في كل الجامعات والمعاهد باللغة العبرية ، وأن تستعمل اللغة العبرية في مراكز البحث العلمي أيضا . 
مضامين التربية :
      خلف شار التربية ومن خلال شبكة واسعة من المدارس الدينية والمؤسسات التعليمية ، تسعى اليهودية لخلق جيل يهودي متعصب منغلق نفسياً ودينياً .
      وقد بين علي خليل في كتابه عن اليهودية بين النظرية والتطبيق ( 1997م ) إن التربية اليهودية تسعى لتنمية الشخصية اليهودية على العدوان والتسلط واحتقار الغير والعمل على التمسك بالأرض باعتبارها أرض الأجداد التي ورثهم الإله ، وذلك من خلال المناهج التعليمية الدينية والمدنية في المدارس والمعاهد والمؤسسات الدينية ، فالدراسة الدينية تحتل مكاناً بارزاً في مناهج التعليم عموماً ، وكثير من الموضوعات التي تعالج تحت أسماء مختلفة كالوطن والتاريخ والجغرافيا واللغة ، تدرس من الزاوية الدينية ، حيث تؤكد هذه المناهج على تنمية الوعي والحس اليهودي لدى الناشئة بقصد زيادة التركيز على صلة اليهودي بتراثه القديم ، لتبرير وجود رابطة دينية بينهم وبين أرض فلسطين مما يعطيهم الحق في بناء دولة لهم فيها ، و أنه تحقيق لما جاء في التوراة وما دام هذا الاختيار إلهياً فإنه يعطي حق كبير لهم في فلسطين ، لذا هم يتسترون وراء التعاليم الدينية لتبرير سلوكهم ووجودهم .. ويمكن إيجاز مضامين التربية اليهودية بالنقاط التالية : 
-  تطويع النصوص الدينية لخدمة مصالح التربية اليهودية والحث على التقيد بها ، وصبغ التاريخ و الأدب بالصبغة الدينية ، فالدين مادة الوحدة والتجمع اليهودي .
-      تدعوا التربية في جميع مؤسساتها إلى قيم العدل والمساواة والحرية ولكن ضمن المجتمع اليهودي .
-      أولت أهمية لجوانب النمو المختلفة للمتعلم وركزت على الجانب الديني و الجسمي .
-      التركيز على التربية الدينية في جميع مدارسها .
-      امتثال القدوة في رجال الدين .
-      تلقين الناشئة قصص البطولات إضافة إلى التعبد وربط الدين بالمكان .
-      التركيز على تعليم العبرية .
-      احترام العمل والحث على التجارة والزراعة والصناعة وربط التعليم بالعمل .
-  تهويد المواطن العربي الفلسطيني ، ففي كتب الاجتماعيات المقررة للطلاب العرب في فلسطين في المرحلة الإلزامية يوهم بأن فلسطين أرض يهودية منذ القدم والعمل على طمس معالم عروبتها ، حيث تم استبدال جميع أسماء الأماكن و الأنهار بأسماء عبرية مثل " صفات بدلاً من صفد ووادي هبور بدلاً من وادي غزة وجبال يهوذا بدلاً من جبال القدس والخليل . " وفي كل مكان في إسرائيل يبرز الاقتباس التالي من التوراة " هاهي أرضكم يا أبناء إسرائيل . "
تمويل التعليم : تقوم الدولة والقطاع الخاص بتمويل التعليم عامة وتمويل التعليم الديني بصفة خاصة .
القوانين المنظمة للتعليم في إسرائيل :
يخضع التعليم في إسرائيل لقانون التعليمي الإلزامي  وهو الذي يفرض على جميع الأولاد في سن [ 5 إلى 15] سنة الالتحاق بالمدارس ويكون تعليمهم مجـانا ، أما بالنسـبة إلى سن [ 16 - 17] سنة فالتعليم غير إلزامي ولكنه مجاني . وهناك كذلك قانون التعليم الحكومي  وهو الذي يلزم الدولة بتمويل التعليم في جميع المؤسسات الرسمية .
المدارس : المدرسة كما بين عدنان أبو عمشة ( 1997م ، ص 187) هي الأداة الأهم في تحقيق الأهداف اليهودية الصهيونية ، فداخل أسوارها يتم بناء الأجيال وتنشئتهم على أهدافها ، لهذا فدور المدرسة لا يقتصر على تلقين المعلومات و إنما هو دور تربية وخلق ثقافي مرتبط بطموحات قومية .
      إن المطلوب من المدرسة هنا يفوق مثيله عند أي مجتمعات أخرى ، فالمدرسة في الكيان اليهودي لا تستطيع الاعتماد على البيت والتربية الأسرية ، لأن الأصول الثقافية متعددة ، فيطلب منها إعادة تربية الناشئة بشكل يناقض عاداتهم وتنشئتهم السابقة ، بهدف خلق شعب واحد ولغة واحدة وقيم واحدة ، لذا كانت السلطة التربوية في إسرائيل مركزية في التعليم والإشراف لتحقيق الوحدة في النظام التعليمي .
و نظراً لوجود اتجاهان في الكيان اليهودي هما :
-      اتجاه ديني تمثله أحزاب صهيونية متدينة .
-      اتجاه علماني تمثله أحزاب صهيونية علمانية .
لذا يوجد اتجاهين في المدارس في الكيان اليهودي معاً هما مدارس حكومية دينية ومدارس حكومية علمانية .   
 وهناك نوعان من المدارس الدينية عند اليهود في إسرائيل وهما :
-  المدارس الدينية الرسمية ، وتبلغ نسبة الانتساب إليها ( 21،6 % ) من مجموع طلبة المدارس ، وتعتبر مراكز لتخريج القيادات الدينية الرسمية ذات النفوذ من حاخامات وكهنة للجيش ، على أنها تحاول أن تقيم توازناً بين المقررات التوراتية والتعليم العلمي المعاصر .
-  المدارس التوراتية ، وهي مدارس خاصة مستقلة تابعة للأحزاب الدينية، ومعظمها مدارس داخلية مما يسهل لها أن تصبح مصنعاً لإنتاج العقول المتطرفة المحشوة بالحقد والعنف ، وينتمي إليها غالبية المستوطنين ، وتتنوع هذه المدارس في أساليبها و ولاءاتها ، ويجمعها دائما الانغلاق الفكري ضد العرب وضد العالم  .
كذلك يوجد تعليم خاص ضمن شروط منها :
·      أن تكون اللغة العبرية لغة التدريس فيه .
·      أن تلتزم المدارس الخاصة بما مقداره 75% من منهاج التعليم الرسمي  
التحديات التي تواجهها التربية الدينية :
-      طغيان الحضارة المادية التي تسقط الإيمان بالله من فكرها .
-      تواجد معظم الذين يدينون باليهودية في مجتمعات تدين بغير اليهودية .
المنهج الدراسي :
·  المنهج هو جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المؤسسات التربوية بصورتها النظامية و غير النظامية للمتعلم متناولة جميع جانب النمو لدية بما يحقق الأهداف المخطط لها ، وعليه تم تضمين مناهج التعليم _في مختلف مراحله_ مقررات تدعم الدين اليهودي في الحياة اليومية ، و مواد أخرى تسعى لإحياء الآثار العبرية و إحياء اللغة ، كذلك زودت ببرامج النشاط المتجهة إلى الكشف عن الآثار و ربط الجغرافية بالتاريخ اليهودي في محاولات لإثبات دعاوى تاريخية معينة .


·  يدرس التلاميذ في المرحلة الابتدائية الحكومية مواد تتلاءم والأهداف العامة التي حددتها وزارة المعارف وهي تشمل (14 )  مادة إلزامية على النحو التالي :
( الدين اليهودي - اللغة العبرية-  التاريخ - الجغرافيا - الوطن والمجتمع - الحساب - الطبيعة - البيئة - المدنيات - اللغة الأجنبية - الأشغال اليدوية - الفنون - الرياضة - التدبير المنزلي ) .
·   يدرس التلاميذ في المرحلة الإعدادية الحكومية ( 10 ) مواد وهي ما يلي :
( الدين اليهودي - اللغة العبرية - - التاريخ - جغرافيا إسرائيل - الرياضيات - العلوم الطبيعة - المدنيات - اللغة الأجنبية - الفنون – الرياضة)
·   أما بالنسبة للمرحلة الثانوية فهي تخضع لنوع الثانوية ، ففي إسرائيل أنواع مختلفة من الثانويات  ( الثانوية الأكاديمية " أدبي وعلمي "، الثانوية المهنية ، الثانوية الزراعية ، الثانوية الدينية ).
·  ويأخذ النظام التربوي في الكيان الصهيوني بمبدأ التكامل وذلك بعدم الفصل بين المواد المدرسية فمفهوم الأرض يمكن أن يعرض في مادة الجغرافيا, وفي مادة الدين وفي مادة التاريخ وفي مادة الجيولوجي, كما يمكن تناوله في مادة الأدب من خلال قصيدة أو قصة وذلك بهدف خلق نسيج معرفي متكامل يحدث شعوراً أو حساً قوياً إزاء هذه المفاهيم. وهذا من شأنه أن يقوي المعلومة لدى الطالب ويؤكد صحتها.
المحتوى العلمي للمناهج :
-  دراسة التوراة إجبارية في المدارس اليهودية لست ساعات في الأسبوع بالنسبة لتلاميذ السنة الثامنة أي الذين يتراوح ستهم بين 13-14 مقابل أربع ساعات للرياضيات و أربع ساعات للغة العبرية .
-  اعتماد التلمود لشرح العقيدة اليهودية والمعاملات والفنون الحياتية  ، حيث يمثل التلمود المعلم الأكبر ، فهو ذلك القالب الذي صنع النفس اليهودية وصاغ خصائصها .
-      الدراسة العادية تتضمن برامجها عدة ساعات لتلقين النصوص الدينية .
-  اعتماد موضوعات في المنهج الدراسي عن الحركة الصهيونية والشعب اليهودي وتاريخ القدس و أرض اليهود .
-  التركيز على تعليم التاريخ القومي والحوادث الكبرى فيه التي رسمت مصير شعب الله المختار ، من خلال إقامة حفلات و احتفالات دينية  في المدارس تخليداً لذكرى هذه الحوادث التي يشاهدها التلاميذ ، فتملأ نفوسهم اعتداداً بقومهم وتعلقاً بالوطن  
-      يتم تدريس دين الدولة وديناً يخالف عقيدتها بطريقة تتناسب مع أهداف الدولة .
-      اعتماد أخلاقيات الحرب في المنهج الدراسي ، حيث يتضح بصورة جلية .
-      إبراز صور القدوة ليتعلمها التلميذ اليهودي ويتربى وفقاً لما توحي به من مثل وقيم و أساليب .
-      تضمين قيم العدل والمساواة والحرية ولكن ضمن المجتمع اليهودي فقط .
-  يخضع الطفل اليهودي لعملية غسيل دماغ منذ اليوم الأول الذي يعي فيه الحياة ، وتكرس في ذهنه مجموعة رهيبة من التعاليم اليهودية تجاه الآخر ( العربي ) أو الغير يهودي ، فلا يلبث الطفل اليهودي حتى يتحول إلى أداة حرب ضد كل ما هو عربي أو إسلامي ويتضح ذلك من خلال أسلوب القصة الموجه للأطفال في المناهج الإسرائيلي كما في قصة بعنوان ( مقاصد الأثر من الحدود الشمالية)  حيث
جاء فيها الكثير من العداء تجاه العرب ومن ذلك هذا النص :
( أي نوع من الرجال هؤلاء العرب ؟ لا يقتلون إلا العزل من الأطفال والنساء والشيوخ ! لماذا لا يقتلوننا نحن الجنود ؟)  .
وهناك قصة أخرى بعنوان ( افرات  (وجاء فيها (لقد أتى العرب أعمالا وحشية ضد اليهود ، بحيث بدا العربي كائنا لا يعرف معنى الرحمة أو الشفقة ، فالقتل والإجرام غريزة وهواية عنده ، حتى صار لون الدم من أشهى ما يشتهيه .. لقد باغت العرب اليهود واعتدوا عليهم كالحيوانات المفترسة ، وراحوا يسلبون ممتلكاتهم ، حتى المدارس والمعابد الدينية لم تسلم من بطشهم ... ) .
       وفي دراسة أجراها يهود في معهد  (فان لير ) استهدفت معرفة رأي الشبيبة الإسرائيلية ( 600 شاب وفتاة ) في العرب ووجودهم في فلسطين والعلاقة معهم ، وهذه الأسئلة وجهت للشريحة التي في عمر ( 15 - 18 ) فكانت النتيجة :
 92%
منهم يرون أن لليهود الحق الكامل في فلسطين .
 50%
منهم يرون ضرورة تقليص الحقوق المالية للعرب في داخل فلسطين .
 56%
يرفضون يرفضون المساواة بالعرب كليا ، و 37% يريدون فقط مساواة العرب لهم في خدمة الجش
 40%
منهم أبدوا تأييدهم لأي حركة سرية تنتقم من العرب .
 30%
منهم أيدوا حركة ( كاخ ) الإرهابية .
 60%     
منهم وافقوا على طرد كل عربي من فلسطين .
طرق التدريس والأساليب والوسائل :
-      تلقين النصوص الدينية والتراث اليهودي .
-  التوظيف التربوي للقصة ، حيث امتلأت التوراة والتلمود بالعديد من القصص ، والتي كانت تنبي بأحداث ووقائع تاريخية ، وكانت تأتي في أشكال أدبية مختلفة توحي بأنها صور لتذوق الجمال ، إلا أنها في مجملها محملة بالمعاني والدلالات التربوية اليهودية  .
-  للضرب دور كبير في تأديب التلميذ ، ومن أمثلتهم في ذلك " لا تكف عن إرشاد الطفل عن الصواب فلن يموت حتى لو ضربته بالعصا .
-      اعتماد وسائل سرية لنشر مبادئها و أفكارها . 
دور المعلم :
-  يسمى المعلم في التلمود ( أمورائيم ) أي الشارحون أو المتكلمون ، حيث يقومون بالشرح فيما يشبه المحاضرات الشفوية ( التلقين ) ويكون دور التلميذ هو الإنصات إليهم لصبحوا عندما يصلون إلى النضج العلمي طبقة أخرى من الأمورائيم .
-  يلتزم المعلمون بتقديم عرض أسبوعي يستغرق ساعة كاملة حول الموضوعات التالية : ( الحركة الصهيونية منذ سبعين عاماً ، الروح اليهودية والحرب والنصر ، تاريخ القدس ، المدينة اليهودية منذ ثلاثة آلاف سنة ... ) .
المتعلم ( التلميذ ) : إن أكثرية الطلبة اليهود في الكيان الصهيوني تخضع لبرامج تعليم في مدارس رسمية و قليل منها في مدارس خاصة ، لذلك يمكن القول أن كل طالب يهودي _تقريباً_ في الكيان الصهيوني ، يخضع منذ دخوله الروضة إلى أن ينهي خدمته الإلزامية في الجيش لمنهاج التعليم اليهودي _ الصهيوني الرسمي .
و هو يخضع كذلك لتأثيرات نواد ثقافية و رياضية ، و معاهد الشباب المختلفة التي تفرض سيطرتها على هذا الطالب في أوقات فراغه ، و تلك المعاهد و النوادي تملكها و تديرها أحزاب يهودية _ صهيونية مختلفة مثل منظمات "بني عكيف" و "التيسور" و غيرها التابعة للمفدال ، و مؤسسة "بن جابوتشكي" التابعة لحيروت ، و هناك نواد تتبع لمجالس بلدية ، وهي بدورها تخضع لتحكم أحزاب يهودية _ صهيونية بها ، و الطلاب المتدينين يتم إعفاءهم من الخدمة في الجيش ولا تفرض عليهم أية ضريبة ، بل تخضع جميع امكانات الدولة لتصرفهم . 
 و موجز القول ،  فإن السلطات التعليمية في الكيان الصهيوني تسعى لخلق إحساسات ومعاني جديدة للتعاطف و الولاء لدى الأطفال ، و  من أجل ذلك فقد جعلت أهداف العملية التعليمية وفقاً لما نص عليه البرنامج التربوي للدولة كما يلي :
·      تنمية الوعي اليهودي _ الصهيوني لدى الشباب و غرس المبادئ الصهيونية  في نفوسهم.
·  تلقينهم قيم الحضارة اليهودية و حب إسرائيل و الولاء للشعب اليهودي ... و لأجل هذه الغاية تحتل دراسة التاريخ اليهودي مكانة خاصة في البرنامج التعليمي ، يمتحن بها كل طالب يتقدم لامتحانات شهادة الدراسة الثانوية.
















هناك تعليقان (2):

  1. نفع الله بعلمك , وجزاك عنا خيرا ..

    موضوع قيم , ومهك جدا لندركمدى تخطيط وتأسيس عدونا ..

    حفظك المولى ورعااااك ()

    ردحذف