القاعدة الثانية :
[ أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف ].
أعلام : بإعتبار دلالتها على الذات .
وهي بإعتبارها اعلام : مترادفة ؛ لدلالتها على مسمى واحد
وهو الله - عزّ وجل - .
" الحي - العليم - القدير - السميع ".
وأوصاف : بإعتبار مادلت عليه من المعاني .
وبإعتبارها أوصاف هي : متباينة ؛ لدلالة كل واحد منهما
على معناه الخاص .
فمعنى " الحي " غير معنى " العليم "و " العليم" غير معنى " القدير " .. وهكذا .
* وقولنا أعلام واوصاف :
(أ) : بدلالة القرآن عليه .
مثل اسم الرحيم ذكره الله اسما في قوله : " وهو
الغفور الرحيم "
وذكره الله في آية أخرى أن الرحيم هو المتصف بالرحمة
" وربك الغفور ذو الرحمة "
(ب) : إجماع أهل اللغة والعرف :
أنه لايقال عليم إلا لمن
له عِلم ، ولا سميع إلا لمن له سمع ... وهذا أمر أَبيَن من أن يُحْتاجُ إلى دليل .
وبهذا: عُلم ضلال من
سَلَبوا أسماء الله تعالى معانيها من أهل التعطيل وقالوا : " إن الله تعالى
سميع بلا سمع ، وبصيرٌ بلا بصر ، وعزيز بلا عزة .. وهكذا !!".
وعللوا ذلك : بأن ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء .
وهذه العلة عليلة بل ميتة لدلالة " السمع " و
" العقل " على بطلانها :
* السمع :
فلأن الله وصف نفسه بأوصاف كثيرة مع أنه الواحد الأحد .
كما في قوله تعالى : " إن بطش ربك لشديد * إنه هو
يبدئ ويعيد * وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعّال لما يريد " .
فهذه اوصاف لموصوف واحد، ولم يلزم منها تعدد القدماء .
* وأما العقل :
الصفات تلزم الموصوف ، وتدور معه وجودا وعدما .
فالصفة
لاتنفك عن الذات بحال من الأحوال .
والصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف حتى يلزم من ثبوتها
التعدد!
وإنما هي صفات من اتصف بها فهي قائمة به ، وكل موجود
فلابد له من تعدد صفاته ، ففيه صفة الوجود ، وكونه واجب الوجود ، وكونه عيناً
قائما بنفسه ، أو وصفا في غيره .
وبهذا علم أنّ "الدهر "ليس من أسماء الله :
- لأنه اسم جامد ، لايتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى .
- ولأنه اسم للوقت والزمن .
* قال تعالى عن " منكري البعث " : { وقالوا
ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ومايهلكنا
إلا الدهر } .
يريدون : مرور الليالي والأيام .. أنها تهلكهم .
* وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - :" قال الله
عزوجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
" .
* فهذا الحديث لايدل ع أن الدهر من أسماء الله :
١- لأن الذين يسبون الدهر يريدون الزمان الذي هو محل
الحوادث ، لايريدون الله تعالى .
فيكون معنى قوله
" وانا الدهر " مافسّره بقوله : " بيدي الأمر أُقلَّب الليل
والنهار " .
٢- الإضافة هنا إضافة خلق ، وليست إضافة وصف ، كقوله
تعالى : " وروح منه " .
٣- لايمكن أن يكون ( المقلِّب ) بكسر اللام هو (المقلَّب ) بفتحها .
* وبهذا تبين :
أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مراداً به الله
تعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق