طابت جمعتكم بذكره ، سنحلق اليوم مع اسم
الله { الرفيـق } .
الرفيق :
مأخوذ من الحديث الصحيح :
" إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على
الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطى على ما سواه "
فالله
تعالى رفيق في أفعاله، خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً بحسب حكمته
ورفقه،
مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ..
ومن تدبر
المخلوقات وتدبر الشرائع كيف يأتي بها شيئاً بعد شيء شاهد من ذلك العجب العجيب !
فالمتأني
الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ووقار، اتباعاً لسنن الله في الكون واتباعاً لنبيه
صلى الله عليه وسلم ،
فإن من
هذا هديه وطريقه تتيسر له الأمور. وبالأخص الذي يحتاج إلى أمر الناس ونهيهم
وإرشادهم.
فإنه
مضطر إلى الرفق واللين ، وكذلك من آذاه الخلق بالأقوال البشعة وصان لسانه عن
مشاتمتهم، ودافع عن نفسه برفق ولين ، اندفع عنه من أذاهم ما لا يندفع بمقابلتهم بمثل
مقالهم وفعالهم،
ومع ذلك فقد كسب الراحة والطمأنينة والرزانة والحلم.
والله عز وجل يغيث عباده إذا استغاثوا به سبحانه
فعن أنس أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ..
ثم قال يا رسول الله : هلكت الأموال وانقطعت السبل
فادع الله يغيثنا، فرفع عليه السلام يديه
ثم قال : " اللهم أغثنا اللهم أغثنا
اللهم أغثنا "
فالله عز
وجل يغيث عباده في الشدائد والمشقات، يغيث جميع المخلوقات عندما تتعسر أمورها
وتقع في الشدائد والكربات ..
يطعم
جائعهم ويكسو عاريهم، ويخلص مكروبهم، وينزل الغيث عليهم في وقت الضرورة والحاجة ..
وفي الكتاب والسنة من ذكر تفريجه للكربات، وإزالته الشدائد، وتيسيره للعسير
شيء كثير جداً ..
وقال ابن
القيم رحمه الله نظماً :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق ... يعطيهم بالرفق فوق أمانِ
وقال ابن
سعدي شارحاً لهذا البيت :
ومن اسمائه الرفيق ، الذي هو التأني في الأمور والتدرج
فيها ، وضده العنف الذي هو
الأخذ فيها بشدة واستعجال
حلّقوا
مع اسم الله {الرفيق} - الجزء الأول | محمد راتب النابلسي.
ينتهي
تحليقنا هذا الصباح ، جعلنا الله وإياكم ممن يقرأ القول فيتبع أحسنه،
رفقاء هينين
لينين، مستشعرين رفق ربنا بنا. شاركونا التحليق :
نموذج
لرفقِ الله بعباده !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق