الجمعة، 24 فبراير 2012

تحليق ~ العليم


حُييتم يا أفَاضِل و طابَت أيامُكم بذكْرِه و شُكرِه ..


تحليقنا اليوم - بإذن الله - مع اسم الله : " العليم " .

( العَليمُ )

 قال تعالى : {إنَّ الله بكلِ شيءٍ عليم}

فهو : العليم المحيط علمه بكل شيء " بالواجبات ، والممتنعات ، والممكنات ، فيعلم تعالى نفسه الكريمة ، 
ونعوته المقدسة ، و أوصافه العظيمة  .." 

وقد قرن الله " علمه " مع عدد من أسماءه ك" الحكيم " ؛ لأن العلم يؤدي إلى الحكمة ، ولا يجتمع العلم مع التهور والطيش ، 
وعلم الله تعالى مقروناً بالحكمة . أي : وضع كل شيء في مساره .
وك" السميع " ، ومن علله الظاهرة : لأن العلم يتم تحصيله عن طريق الحواس ، وأقواها عادة هي السمع .

ولأن علمه محيط بالواجبات والممتنعات والممكنات كما قلنا ؛ مثالاً : {لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا } 
شبه سبحانه هنا من ذكر علمه  بالممتنعات التي يعلمها ، وإخباره بما ينشأ عنها لو وجدت على وجه الفرض والتقدير . 

ويعلم تعالى الممكنات ، وهي التي : يجوز وجودها وعدمها ما وجد منها وما لم يوجد مما لم تقتض الحكمة إيجاده ، 
فهو العليم الذي أحاط علمه بالعالم العلوي والسفلي ، لا يخلو عن علمه " مكان ولا زمان ويعلم الغيب والشهادة ، 
والظواهر والبواطن، والجلي والخفي " .

قال سبحانه : {إن الله بكل شيء عليم} والنصوص في ذكر إحاطة علم الله وتفصيل دقائق معلوماته كثيرة لا يمكن حصرها.

وأنه لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وأنه لا يغفل ولا ينسى ،
وأن علوم الخلائق على سعتها وتنوعها ، إذا نسبت إلى علم الله اضمحلت وتلاشت ، كما أن قُدَرَهم إذا نسبت
إلى قدرة الله لم يكن لها نسبة إليها بوجهٍ من الوجوه ، فهو الذي علّمهم مالم يكونوا يعلمون، 
وأقدرهم على ما لم يكونوا عليه قادرين .

وكما أن علمه محيط بجميع العالم العلوي والسفلي ، وما فيه من المخلوقات ذواتها ، وأوصافها ، وأفعالها ، وجميع أمورها
فهو يعلم ما كان وما يكون في المستقبلات التي لا نهاية لها ، وما لم يكن لو كان كيف يكون ، 
ويعلم أحوال المكلفين منذ أنشأهم وبهد ما يُميتهم وبعد ما يحييهم ، قد أحاط علمه بأعمالهم كلها خيرها وشرها..

وجزاء تلك الأعمال وتفاصيل ذلك في دار القرار.

 والخلاصة : أن الله تعالى هو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن ، والإسرار والإعلان ، وبالواجبات ، والمستحيلات ،
والممكنات ، وبالعالم العلوي ، والسفلي ، وبالماضي والحاضر، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء.


مع اسم الله العليم / راتب النابلسي





هنا ينتهي تحليقنا -السريع- المختصر، مع اسم الله " العليم " .




دمتم بخير وعلى خير وإلى خير ()" 

هناك 3 تعليقات:

  1. والخلاصة : أن الله تعالى هو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن ، والإسرار والإعلان ، وبالواجبات ، والمستحيلات ،
    والممكنات ، وبالعالم العلوي ، والسفلي ، وبالماضي والحاضر، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء.

    ومن ايقن بهذا وعلم أن الله مطلع ع حاله ولايعزب عن علمه شيء ..

    عظمت في نفسه المراقبه ,,
    وامتلأ القلب خشية وإخباتا لله جل جلاله ..

    وتحقق له الإحسان إن صدق :
    " أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك "

    ردحذف
  2. جزاك الرحمن خيرا تباريج بوركت ..

    نفع الله بك.

    ردحذف
  3. بورك فيك ()

    واياك واياك ()

    ردحذف